الأربعاء، 17 أغسطس 2016

اليوم 21 - أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم





علقت في المسمار قناع مهزلة
ومعاه قناع مأساة بحزنه ابتـــلا
بصيت لقيتهم يشبهوا بعضهـــم
واهو ده العجب يا ولاد و الا فلا
عجبي !!!
صلاح جاهين



النهاردة و بعد تأجيل أسبوع , كان موعد جلسة مرافعة الدفاع محامى " كابتن روما " , و الحقيقة أكثر شيء كان مُقلق , هل فعلا زوجة " حسام بديع "  حتحضر الجلسة ؟ و ياترى إيه ممكن تقوله ؟ على العموم " الأستاذ عبد السلام المحامى " بلغها بموعد الجلسة , و وعدت بالحضور , و دخلنا للقاعة  , و أملنا كبير فى ربنا يظهر الحقيقة .
القاضى : محامى الدفاع يتفضل بالمرافعة
 المحامى : يقول الله تعالى فى كتابة العزيز :  " أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم " , من يدعو إلى البر و الأخلاق يجب أن لا ينسى نفسه , و أن يطبق ما يدعوا إليه على نفسه أولاً قبل الأخرين , و قبل الحديث عن أي مفاجآت ظهرت فى هذه القضية ,  سأطرح على سيادتكم الآتى :
·        سيادة القاضى من خلال ما تقدم من أوراق المعمل الجنائى , و شهادة " دكتورة إيمان صالح " أحد المدعين , أثبتنا لعدالتكم عدم صحة ما ذُكرعن تعاطي المواد المخدرة داخل السيرك
·        و من خلال أقوال الشهود " مجدى اليمانى " و " هشام يحيى " أثبتنا أن هؤلاء الشباب لم يعملوا بالسيرك بسبب الفقر أو الجهل , إنما هو عمل و فن يمارسوه عن قناعة و حب .
·        و فيما يخص عمالة الأطفال , اتضح أمام عدالتكم , أنها ليست عمالة  , إنما هى أسرة متكاملة مترابطة جمعها فن السيرك , و هو فن يجب التدريب عليه منذ الصغر , و أن ما ورد من أقوال شهود الإثبات أن هؤلاء الشباب و الأطفال عمالة مُستأجرة , إنما هى أقوال مغلوطة , والحقيقة التى جهلها هؤلاء , أن هؤلاء اللاعبين هم أبناء " الكابتن روما " و بهذا تنتفى عنه تهمة عمالة الأطفال , مع التأكيد أن " إيمليا " لا تقدم أى فقرات , إنما هى تتحرك فقط بصحبة والديها اللاعبين بالسيرك الروسى .
·        أيضاً و من خلال التجربة العملية أمام حضراتكم , تلاحظ لديكم مدى المودة و الحب بين الأسد " شطا " و بين " محمد " و إلا لكان انتقم هذا الأسد من " محمد " داخل القفص .
سيدى الرئيس الأن أقدم لكم بعض المفاجآت فى تلك القضية , و التى أثبتت مدى الظلم الذى ارتكبة شهود الإثبات , بتحريض من المُدعين الذين تقدموا برفع تلك القضية .

المفاجأة الأولى

و كمل المحامى مرافعته : سيادة الرئيس أقدم لعدالتكم صور ضوئية لقرارات جزائية تم توقيعها على المدرس " عمر راشد " و التى كان سببها قيامه بعمل أكونتات وهمية على صفحات الفيس بوك , قام من خلالها بالتشهير بزملائه , و تسريب أوراق امتحانات لأحد المواد الدراسية لصالح ابن رجل الأعمال و المنتج السينمائى " يحيى علام "  ,  ابن " يحيى علام " كان بياخد درس خصوصى عند " الأستاذ عمر راشد " , و مقدم لعدالتكم تسجيل صوتى " ليحيى علام " مع أحد زملاء " عمر راشد " و هو يعترف فيه بدفع رشوة كبيرة " لعمر " نظير تسريب أوراق الإمتحان , ويعرض على زميل " عمر " رشوة مضاعفة إذا سرب له امتحانات هذا العام  .
فكيف يا سادة بمُربى النشء أن يخالف ضميره , ثم يتحدث عن إفساد النشء ، إنه يأمر بالبر , لكنه لا يطبقه على نفسه , و طبعاً شهادته هى تواطؤ مع رجل الأعمال و المنتج السينمائى " يحيى علام " , الذى يريد تحقيق ضجة إعلامية ليظهر لنا فى مظهر الشريف , بعدما خسر الملايين فى أفلامه الهابطة , بعد إنصراف الجمهور عنها , اعتراضاً على الإسفاف الفنى , و صدور حملات مقاطعة لأفلامه .
و طبعا أصبح " يحيى علام " منتج الأفلام الهابطة , هو رجل المبادئ و القيم ,  وضيف البرامج التليفزيونية , و صفحات الجرائد , و يظهر لنا كرجل يحارب فساد السيرك .
و السؤال هنا " للإستاذ عمر راشد " يا ترى موقفك إيه لما إبن من أبنائك فى الفصل – مش هما أبناءك بردوا – لما يشاهد الأفلام الساقطة و الهابطة و الخليعة لهذا المنتج الفاسد ، ألم يتحرك ضميرك , أم أنه تحرك فقط ضد فقرات السيرك ، و أين ضميرك عندما سرقت جهد و تعب الطلاب و أعطيته مقابل ثمن بخس لابن يحيى علام الفاشل , و تسببت فى تدمير سمعة زميلك و النيل من شرفه الوظيفي .

المفاجأة الثانية

و بعد ما أنهى محامينا كلامه عن " عمر راشد " فوجئنا بدخول سيدة لقاعة المحكمة , طلبت من القاضى الإدلاء بشهادتها فى القضية , كلنا فهمنا أنها زوجة " حسام بديع " , و الحمد لله إنها أوفت بوعدها معانا , لكن يا ترى هتقول إيه ؟
القاضى : إسمك و سنك و مهنتك و عنوانك ؟
السيدة :  أنا يا سيادة الرئيس " نرمين محمد " ,  35 سنة , زوجة " حسام بديع " , صاحب شركة رحاب مصرالعقارية  , و السياسى المعروف , و أنا لا أعمل
القاضى : قولى والله العظيم أقول الحق
السيدة  : والله العظيم أقول الحق
القاضى : قولى لنا شهادتك
السيدة : انا زوجة حسام بديع من 15 سنة , و أم أولاده , و حياتنا كانت مستقرة ، لكن من لحظة عمل السكرتيرة " شيرين أحمد " عنده في الحزب , أصبح معتمد عليها فى كل شيء , و أصبحت كمان مديرة مكتبه في الشركة , و تقريباً معاه طول الوقت , حتى الحفلات بتكون " شيرين " معاه  مش أنا , رغم إنى أنا الزوجة ,   و يا ما حصلت بينا خلافات و خيرته بيني و بينها , كان رده إنها ديناموا عمل لا يتوقف , و لكن من أسبوع لقيت ورقة واقعة تحت مكتبه ، لقيتها نسخة من عقد زواج عرفي بين"  حسام " زوجى و " شرين أحمد " و لأن " حسام " بيحب دايماً تسليط الضوء عليه , رفع القضية على السيرك , و ده هيخدم " حسام " إعلامياً ,  خصوصاً إنه على وشك بدء الحملة الإنتخابية .
أما " كابتن روما " و الفريق الجميل ده , بشكرهم على إستضافتي أنا و الولاد فى حفلة السيرك , من غير حتى ما يدفعوا التذاكر , لأن " كابتن روما " صديق لزوج أختى , و احنا كلنا بنحبهم , و بنحب فنهم الراقي ,  و بعتذرله عن تصرف زوجى , و يكفى إن أولادى طلبوا يتعلموا رياضة , و يشتغلوا , و يوفقوا بين العمل و الدراسة زى الطفل الجميل " عز " , و ده أسعدنى جداً كأم نفسها تشوف أولادها ناجحين , و معتمدين على نفسهم .
القاضى : محامى الدفاع تحب تضيف حاجة
المحامى : أطلب براءة موكلي مما هو منسوب إليه
القاضى رفعت الجلسة , و بعد غد جلسة النطق بالحكم


بقلم ناني محسن عبد السلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق