بلياتشو قال
إيه بس فايدة فنوني
وتلت وقق
مساحيق بيلونوني
و الطبل و
الزمامير وكتر الجعير
إذا جنون
زبوني زاد عن جنوني
عجبي !!!
صلاح جاهين
" مجدي اليماني " و الطفلة " إيميليا "
كثيرا ما تجذبني هذه العيون , و تثير فضولي لمعرفة ما وراء الستار ، عيون
تُطِل إليك من وسط مساحيق كثيفة كستار سميك تتمنى لو تعرف ما يُخفى وراءه ، يرى
الجميع هذه الوجوه المرسومة فيضحكون , وأراها فأتساءل : ماذا لو كانوا الآن يتألمون ؟ فلا أستطيع أن
أبتسم , أو أسعد بما أراه ، فعندما تقرر أن تضع قناع السعادة , و ترتدي أبهى الثياب
, و يقول لك الناس ما أروعك ! كم أنت مثير للبهجة ! ولكن لم يلحظ أحد عيناك
اللامعتان , يرونها لمعة سعادة , و هي لمعة دموع ، و لم ير أحد ما يُخفيه قلبك , وجسدك من أوجاع , فهكذا تُروض نفسك دائماً على
تحمل الآلام , بل وإيهام غيرك بأنك أسعد الناس , و تباً لك إن سولت لك نفسك يوماً
, أن تُظهر ما بك من ألم , و لم تجد الرحمة من أحد ، حقا , وقتها
فقط
ستعلم أن شخصية البلياتشو هي أعظم و أكرم
سيناريو يمكن أن تختاره
لحياتك , ليحفظ لك عزتك , و كرامتك .
إن شخصية البلياتشو هي ابتسامتك
وقت ألمك وأحزانك ، شخصية البلياتشو هي طبيبي الذي كان يُداوى الناس , ولكنه فجأة
يُصاب بفيروس غريب فلا يجد له مُداو ، فالكثيرون يبحثون عن السعادة التي يرسمها
هؤلاء , و القليل فقط من يبحث عن الألم الذي رآه في عيونهم , و لا يشعر بأحزان
البلياتشو إلا من اختار أن يعيش وسط الناس
بلياتشو , ليراهم سعداء و هو يتألم .
إن البلياتشو على مسرح السيرك , و أمثاله على مسرح الحياة هم أشخاص يتألمون
, و لكنهم اتخذوا قرارهم , و حرَّموا على أنفسهم إظهار الألم .
و نتيجة الفضول لمعرفة ما وراء الستار , كان القرار بإزاحة هذا الستار , و
عرض ما وراءه , و ما تخفيه ألألوان و المساحيق , و أقنعة السعادة , لنسجل الواقع الحقيقي
لحياة أبطال السيرك , بكل ما فيها من مخاطر ومغامرة , و وحوش و مع توالى اليوميات
و دون قصد مُتعمد , نجد أن حياة السيرك و وحوشه و أحداثة المثيرة , ربما تكون أخف
وطأة من كل ما يحدث في سيرك الحياة .
و لأن التضاد دائماُ يظهر حقيقة المعنى , فكان لابد أن تحدث المواجهة بين
خيمة السيرك و سيرك الحياة , لنرى أيهما أكثر عنف , و وحشية , و إهدار للكرامة
الإنسانية , و مع توالى سرد الواقع , و المواجهة الخيالية بين خيمة السيرك و سيرك
الحياة , خرجت يوميات في السيرك , في شكل يوميات مصورة تجمع ما بين الواقع و
الخيال , مكتوبة باللغة العامية , التي تتوافق مع واقع الحياة في السيرك , لتعكس
حقيقة ما وراء الكواليس في عالم السيرك ,ممزوجة بأحداث
خيالية , و لكنها ليست ببعيدة عن مشاهدتنا اليومية لواقع المجتمع , بمختلف جوانبه الاجتماعية
و الاقتصادية و السياسية .
و قد دارت أحداث اليوميات في سيرك روما العالمي , الذي أقيم ببورسعيد من
منتصف ديسمبر 2013 و حتى السابع عشر من أبريل 2014 , ثم عاد السيرك للعمل ببورسعيد
مرة أخرى في أول يونيو 2014 , حتى يوم عيد ميلادي في الخامس والعشرين من أغسطس 2014 حيث تم الاحتفال به تحت خيمة السيرك
.
ناني محسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق