ولدي إليك بدل البالون ميت بالــــــون
انفخ
وطرقع فيه علي كل لـــــــــــون
عساك
تشوف بعينك مصيرالرجــــــال
المنفوخين
في السترة و البنطلـــــون
عجبي !!!
صلاح
جاهين
النهاردة قررت إنى أكون موجودة فى البيت , حقيقى كنت حزينة جداً لإحساسى
بمنتهى الظلم لكل الكلام المنشور فى الجرايد عن السيرك , لإن كله كلام لا يمت
للحقيقة بصله , و لا يتعدى كونه إفتراءات , و علشان أحاول أهدى نفسى فكرت إنى أفتح
التليفزيون و أتابع أى شئ خفيف , حتى لو فيلم كوميدى .
لكن و أنا ماسكة الريموت كونترول , و بقلب فى المحطات لفت نظرى برنامج , و
فيه ضيف ذكر كلمة السيرك , بسرعة ثبتت القناة علشان أتابع ، البرنامج كان مستضيف
شخصية فى غاية الأناقة , بيتكلم عن رفضه للعنف ضد الأطفال , و إن السيرك بيمارس
العنف ضد الأطفال لوجود " عز " الطفل و تشغيله فى ألعاب عنيفة , و فى
نهاية الحوار المذيعة وجهت الشكر للناشط الحقوقى فى حقوق الطفل , ورغم إختلافى التام مع رأى الناشط المحترم , و
لكن حقيقى أنا ما شفتش عنف , و" عز " كان بيقدم فن و رياضة ، " عز "
قادر فى سن عشر سنين إنه يدير سيرك كامل , و لكن رأيه مش مزعج , ممكن يكون فعلا
مهتم بقضايا الطفل , مسكت الريموت تانى و قلبت فى القنوات , و سمعت فى قناة ثانية
كلمة السيرك , فتوقفت عند البرنامج و قلت
أتابعه ، البرنامج مستضيف سيدة شيك جداً , تبدوا سيدة مجتمع راقية , و كانت بتقول
" السيرك ده بيدمر أبناءنا .. إزاى ولادنا الصغيرين يتواجدوا تحت خيمة منبعث
منها روائح الدخان و المخدرات اللى بيشربه أبطال السيرك ، دول مش أبطال دول مجرمين
لازم نحاكمهم "
فى الحقيقة أُصبت بذهول ، الناس دى إما إنها ما دخلتش السيرك , أو إنى دخلت
سيرك تانى ، الكلام ده ظلم ومستحيل , فيه حاجة غلط ، وفي نهاية الحوار ركزت جداً
المرة دى إني أعرف إسم الناشطة , وفعلا المذيعة وجهت الشكر لها وبسرعة مسكت ورقة وقلم
وسجلت إسم الناشطة الحقوقية , و الجمعية التابعة لها ، جمعية من جمعيات المجتمع
المدنى عن حقوق الطفل .
و مسكت الريموت ثالث
مره متعمدة إنى أدور على أى برنامج بيتكلم عن السيرك, و فعلا لقيت برنامج ثالث و مستضيف ناشطة حقوقية
بتتكلم تحديداً عن " ماريانا " و حوادث و إصابات إتعرضت لها خلال
الفقرات , و بتقول إن ده إستغلال للمرأة فى أبشع صوره , و إن تشغيلها فى أعمال
تؤدى إلى الموت جريمة , و الغريبة إن
الناشطة الحقوقية كانت صحفية أعرفها كويس , و كانت بتهاجم التمويل الأجنبى , و لكن
فجأة أنشأت جمعية بتمويل أجنبي للدفاع عن حقوق المرأة . و طبعاً دفعنى الفضول
لتصفح باقى القنوات , و لقيت رابع برنامج و كان بيتكلم عن حقوق الحيوان , و طبعاً
كان السيرك من وجهة نظرهم بيعذب الحيوانات بالكرباج , و بيعيشهم فى بيئة غير بيئتهم الطبيعية .
في الحقية كل الكلام
ده بيوحيلى إنهم بيتكلموا عن سيرك ثانى , مش ممكن أكون مغيبة بالشكل ده , و تايهة
عن السيرك و كل المعانى الجميلة الموجوده فيه ، فيه شئ غير طبيعي فى كل الاحداث .
في الحقيقة قررت إنى
أجمع معلومات كافية عن النشطاء الحقوقيين المتبنيين الهجوم على السيرك , و كان
الملاحظ إن كل واحد منهم في جمعية مختلفة , و نشاطاتهم كمان ممكن تكون مختلفة , و لكن كان
فيه شئ واحد بيجمعهم , و هو عملهم فى جمعيات ممولة من الخارج . أما " كابتن روما " فوجئ فى منتصف
اليوم بدخول مجموعة من الخبراء , مكلفين
بمعاينة السيرك قبل فك الخيمة , و كتابة تقرير عنه للمحكمة , و فعلا عملوا معاينة لكل شئ , حتى تراب الأرض أخدوا منه عينات , و عرف وقتها
" كابتن روما " إنه تم تقديم
القضية للقضاء العاجل لأنها أصبحت قضية رأى عام .
على سلم المحكمة
مرت أيام قليلة , و
وصلنا لموعد أول جلسة , و على سلم المحكمة كان فى إنتظارنا مفاجئات كثير جداً ،
كان فى إنتظارنا " محمد " و "
مجدى " حتى " عز " الصغير واقفين على رصيف المحكمة
، الحقيقة كل أبطال السيرك بينهم حب و
ترابط غير عادى , ورغم إن أوامر " كابتن روما " كانت بعدم الحضور , لكن هما فاجأوه بالحضور , لإنهم مش ممكن يسيبوه لوحده فى يوم مهم زى ده .
أما المفاجأة
الثانية , كانت تظاهرة أمام باب المحكمة , تخيلوا كانوا هما نفس النشطاء و
الحقوقيين ضيوف البرامج التليفزيونية , و لحظتها قررت بكل خباثة أمارس معاهم عملى
الصحفى , مش علشان الصحافة , و لكن علشان أسجل الحقيقة و انشرها للناس .
قربت من التظاهرة و
معايا كاميرا فيديو و سألتهم عن أسباب التظاهرة , طبعاً سمعت نفس الكلام المذكور
فى البرامج , فسألت واحد منهم و كان أكثر واحد متحمس و بيهتف : " حضرتك دخلت عروض السيرك ؟ " , و
كانت الاجابة متوقعة بالنسبالى لما قالى: " لا طبعاً أنا ما أدخلش الأماكن دى "
! سألت ناشطة تانية نفس السؤال فقالت : " احنا ما دخلناش , و مش هندخلها , و لا حد
هيدخلها , احنا هنا علشان كده , يبقى
ندخلها ازاى " ؟!
يعنى البهوات
المناضلين ما دخلوش السيرك , و بيهاجموا و يجرموا شيء لا يعرفوا عنه أي شيء !!!
اكتفيت بالاعترافات
دى هى فعلا , إعترافات انهم ما دخلوش السيرك , و لا يعرفوا عنه حاجة أصلاً , و إن
كل ده إفتراءات و يد خفية بتحرك كل شيء لأهداف غير معروفة , و لكن أكيد ربنا هيظهر
الحقيقة , و يرفع الظلم , و طبعاً كان لازم أنشر حوارهم بكل أمانة و مصداقية , علشان
الكل يعرف إنهم بيهاجموا السيرك من غير ما يدخلو عرض واحد بإعترافهم ، لازم الرأى
العام يعرف الحقيقة .
السم فى العسل
جمعيات المجتمع
المدني بالتأكيد نشاطها مهم , و مُكمل لدور الجمعيات و التنظيمات الحكومية صحيح ،
و طبعاً الحكومة مش هتعمل كل حاجة لوحدها
, وفكرة وجود نشطاء مناضلين من أجل كل
معانى و قيم الحفاظ على حقوق الإنسان و الحيوان فكرة راقية جداً , و ضرورية للحفاظ
على كل القيم السامية .
و لكن السؤال من
إمتى المناضل بياخد أجر نضاله ؟ و من إمتى المناضل بيمول للدفاع عن الحقوق
الإنسانية ؟
المفروض إن ممارسة
العمل النضالى فى مجال الحقوق الإنسانية عمل تطوعى , و جهاد بلا أجر ، جهاد من أجل
القيمة و المبدأ , فما بالكم لما الجهاد يتحول لعمل بأجر , و الكارثة الأكبر لما
يكون الأجر من دولة أجنبية , و الأخطر لو كانت الدولة دى دولة مُعادية , أو دولة مساندة لدولة مُعادية لوطنى و عروبتى .
و السؤال هنا يا ترى
الدولة الأجنبية ممكن تمول أى عمل فى دولة تانية لخدمة مصالحها , و لا لخدمة مصالح الدولة الثانية ؟
العقل و المنطق
بيقول أنه كل دولة بتخدم مصالحها فقط , و إن التمويل الأجنبى بيهدم الشعور
بالإنتماء الوطنى , و بيهدم قيمة العمل التطوعى , و روح الفريق و العمل الجماعي , و
كل دى نفس القيم القائم عليها العمل فى
السيرك
و هنا بسأل هو فى مصلحة من يشوه صورة
السيرك و أبطاله علشان ما يكونوش قدوة لغيرهم ؟ ، مين من مصلحته يضرب فكرة العمل
الجماعى و التعاون القائم عليهم السيرك ؟ ، مين من مصلحته يبعد الناس عن فكرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق