عيني رأت عصفور ووياه ابنه
بيحدفه في الريح وياخده ف حضنه
نوبتين وتالت نوبه - عجبي عليهم -
كانوا سوا بيرفرفوا ويغنوا
عجبي !!!
صلاح جاهين
كابتن روما و كوكو
بعد أول عرض قررت إنى لازم أقتحم كواليس عالم السيرك , واكتشف حقيقة ناس
بيعرضوا حياتهم للخطر علشان يقدموا فقرة ترفيهية تسعد الناس , و كالعادة كان محور اهتمامي
هو الإنسان مش العرض و الفقرات .
وفعلا حددت ميعاد مع " كابتن
روما ", واتفقنا على موعد في غير أيام العرض , لأنهم بيكونوا مجهدين جداً في الأيام
دي , و كنت موجودة في ميعادي لمقابلته في صالة استقبال السيرك .
لكني فوجئت إن " كابتن روما "
مش جاي لوحده , ولكن جاي مع صديقه " كوكو " ,
كلبه الشخصي , و " كوكو " ليس من ضمن كلاب العرض ، ولأني عندي فوبيا
الحيوانات , إترعبت جداً من وجود " كوكو
" , و بذكائه فهم , أو عرف يميز إنى حد غريب , علشان كده ساب كل الموجودين و
بدأ ينبح , و يجرى ناحيتي , و يحاول يهاجمني , و لأن " كابتن روما " شخصية
طيبة , و خلوقة جداً , بسرعة ربط " كوكو " بعيدا عنى , و بدأنا الحوار
عن حياته و بدأت أوجه الأسئلة , و " كابتن روما " يجيب , و كنت في غاية
السعادة وأنا بسمع حكايته في عالم السيرك .
" أنا خريج كلية تربية
رياضية , ولدت يوم 24 أبريل 1971 , و أول
علاقة ليا بالسيرك كانت في السيرك القومي , التابع لوزارة الثقافة المصرية , " سيرك العجوزة " , كان وقتها عمري 6
سنين , كنا في سنة 1977 , لما عمى شاف إني ولد شقي و بتحرك كثير , شاف فيا بداية لاعب سيرك , و قدم لي فعلاً في
السيرك , و من أول مقابلة قبلوني بسرعة , و كان أول شيء ألعبه فقرة الأرجل الذهبية , اللي بيلعبها معايا " عز " الصغير حالياً , و " عز " يبقى ابن أختي , و استمر عملي بالسيرك القومي
لغاية سن 18 سنة .
و بعد كده لفيت العالم ,
و أخدت جوايز كثير , كان أهمها في مهرجان لا باست الدولي بباريس , و كنت الثاني على العالم في نفس الفقرة , الأرجل
الذهبية , و لعبت ترابيز و تفوقت فيها , و لكن في يوم وأنا بلعبها الحركة كانت غلط
فطيرت و وقعت بره الشبكة الموجودة تحت اللاعبين لحمايتهم في حالة سقوطهم , و لكن
للأسف , وقعت على ركبتي , وأصيبت برباط صليبي
, وقتها كان عمري 21 سنة , و من يومها
تركت لعبة الترابيز .
بشكل عام لعبت كل العاب
السيرك , أرجل ذهبية , ترابيز , توازن و سلم متحرك , جونجليز , أما ترويض الوحوش , فكانت البداية بترويض
الحيوانات الأليفة , و بعدها الثعابين العاصرة , و بعدها الأسود , و أخر شيء كان
الكلاب الكبيرة و الضباع .
و بعد كده فكرت في
تكوين سيرك خاص من أفراد أسرتي , و كل شيء إتعلمته في حياتي علمته لأولادي " محمد
" ابني و " فاطيما " و " شهد " بناتي , و " مجدي
" ابن أخويا , و " عز " ابن أختي , أما " ماريانا " تبقى بنت صديقي ,
ولكنها بردوا بنتي , عموما إحنا كلنا هنا عيلة واحدة , كونا فريق " سيرك روما
العالمى " , و بنقدم فيه كل فقرات السيرك الأوروبي , و السيرك بالذات عمل جماعي
مش عمل فردى , و ببقا سعيد جداً لما دلوقتي
بيقولوا فقرة الأرجل الذهبية للطفل المعجزة " عز , " بالاشتراك مع روما . "
طول ما " الكابتن روما " كان
بيحكى , لاحظت شيء غريب جداً من " كوكو " ، "
كوكو " كان بيسمع بشغف شديد , و في صمت تام , وكأنه فاهم كل كلمة بيقولها "كابتن
روما " , و بعد انتهاء حواري , و وقوفي
استعدادا لإنهاء المقابلة , رجع " كوكو " لشقاوته تاني , و طبعاً
أنهيت حواري بسرعة , وسلمت على " الكابتن روما " , و مشيت و أنا داخلي
انطباع مش حلو عن " كوكو " , لأني حسيت إنه شرس .
و بعد مرور أيام , كنت متواجدة فيها في
السيرك , بدأت شقاوة " كوكو " تقل , لدرجة إن آخر مرة تواجدت فيها داخل
الكواليس , كان " كوكو " هادى , علشان كده قدرت أقرب ناحيته , و أنا
مطمئنة إنه مش هيحاول يتشاقى تاني , و أول ما بدأت أصور التفت للكاميرا وكأنه نجم
عارف انه بيتصور .
في الحقيقة فهمت إن شقاوة " كوكو
" مش شراسة , ولكن خوف على صاحبة " الكابتن روما " ولما " كوكو
" أدرك إنى بتردد على المكان كثير ما حاولش يزعجني , و بدأ يتبع أصول اللياقة في معاملة الضيوف من
أصدقاء " الكابتن روما " , و
كان هادى و مضياف .
موقف " كوكو " شفت فيه كل
معاني الرجولة بكل ما تحمل الكلمة من معنى , إخلاص ووفاء وشهامة و كرم و تقدير .
فعلا يا " كوكو " أنت راجل
و الرجال قليل , لكن للأسف كثير من المعاني دي غابت بين البشر ، " كوكو "
انت خايف على صاحبك , و فيه ناس بتبيع أصحابها بأرخص ثمن , و فيه ناس بتبيع
ضمائرها , و فيه ناس بتمص دم الناس الغلابة , أما إنت يا "كوكو " مش ممكن تعمل كده لأن دى مش
أخلاقك ....
يا ريت كل الناس زيك يا " كوكو "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق