السبت، 20 أغسطس 2016

اليوم 2 - رجولة كوكو وحكايات كابتن روما


 عيني رأت عصفور ووياه ابنه
بيحدفه في الريح وياخده ف حضنه
نوبتين وتالت نوبه - عجبي عليهم -
كانوا سوا بيرفرفوا ويغنوا
عجبي !!!
 
 صلاح جاهين


 كابتن روما و كوكو

بعد أول عرض قررت إنى لازم أقتحم كواليس عالم السيرك , واكتشف حقيقة ناس بيعرضوا حياتهم للخطر علشان يقدموا فقرة ترفيهية تسعد الناس , و كالعادة كان محور اهتمامي هو الإنسان مش العرض و الفقرات  .
وفعلا حددت ميعاد مع " كابتن روما ", واتفقنا على موعد في غير أيام العرض , لأنهم بيكونوا مجهدين جداً في الأيام دي , و كنت موجودة في ميعادي لمقابلته في صالة استقبال السيرك .
لكني فوجئت إن " كابتن روما " مش جاي لوحده , ولكن جاي مع صديقه " كوكو " , كلبه الشخصي , و " كوكو " ليس من ضمن كلاب العرض ، ولأني عندي فوبيا الحيوانات ,  إترعبت جداً من وجود " كوكو " , و بذكائه فهم , أو عرف يميز إنى حد غريب , علشان كده ساب كل الموجودين و بدأ ينبح , و يجرى ناحيتي , و يحاول يهاجمني , و لأن " كابتن روما " شخصية طيبة , و خلوقة جداً , بسرعة ربط " كوكو " بعيدا عنى , و بدأنا الحوار عن حياته و بدأت أوجه الأسئلة , و " كابتن روما " يجيب , و كنت في غاية السعادة وأنا بسمع حكايته في عالم السيرك .
" أنا خريج كلية تربية رياضية ,  ولدت يوم 24 أبريل 1971 , و أول علاقة ليا بالسيرك كانت في السيرك القومي , التابع لوزارة الثقافة المصرية ,  " سيرك العجوزة " , كان وقتها عمري 6 سنين ,  كنا في سنة 1977  , لما عمى شاف إني ولد شقي و بتحرك كثير ,  شاف فيا بداية لاعب سيرك , و قدم لي فعلاً في السيرك , و من أول مقابلة قبلوني بسرعة ,  و كان أول شيء ألعبه فقرة الأرجل الذهبية ,  اللي بيلعبها معايا  " عز "  الصغير حالياً , و " عز  " يبقى ابن أختي , و استمر عملي بالسيرك القومي لغاية سن 18 سنة .
و بعد كده لفيت العالم , و أخدت جوايز كثير , كان أهمها في مهرجان لا باست الدولي بباريس ,  و كنت الثاني على العالم في نفس الفقرة , الأرجل الذهبية , و لعبت ترابيز و تفوقت فيها , و لكن في يوم وأنا بلعبها الحركة كانت غلط فطيرت و وقعت بره الشبكة الموجودة تحت اللاعبين لحمايتهم في حالة سقوطهم , و لكن للأسف , وقعت على ركبتي ,  وأصيبت برباط صليبي ,  وقتها كان عمري 21 سنة , و من يومها تركت لعبة الترابيز .

بشكل عام لعبت كل العاب السيرك , أرجل ذهبية , ترابيز , توازن و سلم متحرك , جونجليز ,  أما ترويض الوحوش , فكانت البداية بترويض الحيوانات الأليفة , و بعدها الثعابين العاصرة , و بعدها الأسود , و أخر شيء كان الكلاب الكبيرة و الضباع .
و بعد كده فكرت في تكوين سيرك خاص من أفراد أسرتي , و كل شيء إتعلمته في حياتي علمته لأولادي " محمد " ابني و " فاطيما " و " شهد " بناتي , و " مجدي " ابن أخويا , و " عز " ابن أختي ,  أما " ماريانا " تبقى بنت صديقي , ولكنها بردوا بنتي , عموما إحنا كلنا هنا عيلة واحدة , كونا فريق " سيرك روما العالمى " , و بنقدم فيه كل فقرات السيرك الأوروبي , و السيرك بالذات عمل جماعي مش عمل فردى , و ببقا سعيد جداً لما دلوقتي بيقولوا فقرة الأرجل الذهبية للطفل المعجزة " عز , " بالاشتراك مع روما  . "

طول ما " الكابتن روما " كان بيحكى , لاحظت شيء غريب جداً من " كوكو " ،   " كوكو " كان بيسمع بشغف شديد , و في صمت تام , وكأنه فاهم كل كلمة بيقولها "كابتن روما " , و بعد انتهاء حواري , و وقوفي  استعدادا لإنهاء المقابلة , رجع " كوكو " لشقاوته تاني , و طبعاً أنهيت حواري بسرعة , وسلمت على          " الكابتن روما " , و مشيت و أنا داخلي انطباع مش حلو عن " كوكو " , لأني حسيت إنه شرس  .
و بعد مرور أيام , كنت متواجدة فيها في السيرك , بدأت شقاوة " كوكو " تقل , لدرجة إن آخر مرة تواجدت فيها داخل الكواليس , كان " كوكو " هادى , علشان كده قدرت أقرب ناحيته , و أنا مطمئنة إنه مش هيحاول يتشاقى تاني , و أول ما بدأت أصور التفت للكاميرا وكأنه نجم عارف انه بيتصور .
في الحقيقة فهمت إن شقاوة " كوكو " مش شراسة , ولكن خوف على صاحبة " الكابتن روما " ولما " كوكو " أدرك إنى بتردد على المكان كثير ما حاولش يزعجني ,  و بدأ يتبع أصول اللياقة في معاملة الضيوف من أصدقاء  " الكابتن روما " , و كان هادى و مضياف .
موقف " كوكو " شفت فيه كل معاني الرجولة بكل ما تحمل الكلمة من معنى , إخلاص ووفاء وشهامة و كرم و تقدير .
فعلا يا " كوكو " أنت راجل و الرجال قليل , لكن للأسف كثير من المعاني دي غابت بين البشر ، " كوكو " انت خايف على صاحبك , و فيه ناس  بتبيع أصحابها بأرخص ثمن , و فيه ناس بتبيع ضمائرها , و فيه ناس بتمص دم الناس الغلابة , أما إنت يا  "كوكو " مش ممكن تعمل كده لأن دى مش أخلاقك  ....
يا ريت كل الناس زيك يا  " كوكو "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق