الأربعاء، 17 أغسطس 2016

اليوم 11 - كيف تصنع من الفسيخ شربات





في الهو ماشي يا بهلوان إش إِش
يا فراشة منقوشة علي كل وش
شقلبت عقلي و عقلي شقلبني
و كنت باحسبني بقيت ما اندهش
عجبي !!!
صلاح جاهين




محمد اليماني و مجدي اليماني و هشام يحيى و فقرة المطبخ الصيني

طبعا ده مثل شعبي , بيتقال عن الناس الشاطرة , لما يكون عندها قدرة على إنجاح أي عمل ، ناس بتقدر تحول التراب لدهب , و تعمل من الفسيخ شربات , و هكذا أمثلة الناس تقولها علي الشطار و الناجحين  .
إحنا هنا بقا في السيرك , لأنهم شاطرين , ممكن يعملوا من الفسيخ شربات ... عصير فريش ... كابتشينو ... زي ما أنت عايز ... مش بالسحر لكن بالذكاء  , و الفن و المهارة .
و ده ظهر النهارده , لأن اليوم كان كله من أوله لآخره مطبات , ورغم إنها مطبات صعبة , وأحيانا مستفزة , إلا إن أبطالنا الشطار حولوها بقدرة قادر من مطب صعب لموقف يظهر كل الجمال الموجود في نفوسهم , ومهاراتهم الفنية ,  وكأنه حصل علشان يعلموا غيرهم درس قوى , في الرقي و الأخلاق و الفن بمنتهى الذكاء .
المطب الأول


مطب ممكن يحصل في أي مسرح , أو دار عرض , لما يكون عدد الجمهور قليل في حفلة من حفلات العرض , و يتلغي العرض في اليوم ده ، زى بالضبط ما حصل إلنهاردة في حفلة الساعة خمسة , العدد كان قليل جداً زى ما هو واضح في الصورة , و فعلا اضطرت إدارة السيرك للخروج للجمهور , والاعتذار لهم و عرضت عليهم استرداد قيمة التذكرة , أو حضور حفلة الساعة 8 بدلاً من الساعة خمسة , ولكن صوت بعض الحاضرين ارتفع اعتراض على الاقتراحين ,  وهنا حسم الموقف " الكابتن روما " , بإنه يخرج يرحب بالجمهور , ويعلن بداية العرض , و بدل ما الصوت يرتفع بالاعتراض , يرتفع بالتصفيق و الشكر و التحية " للكابتن روما " ,  و يتحول الموقف الغاضب , لموقف احترام كبير تجاه السيرك  .

المطب الثاني



محمد اليماني و مجدي اليماني و فقرة الكرسي

طبعا وارد جدا إن الفنان يتعرض لسخافات من الجمهور , بأن صوت حد فيهم يعلا أثناء العرض بكلمة استفزازية , أو سخرية  , رغم كل التعب و المجهود و الفن ده .
 حصل موقف مستفز مع " كابتن محمد "  و" كابتن مجدي " ,  ولكن بقدرة قادر للمرة التانية يتحول الموقف من النقيض للنقيض  .
الموقف حصل من أحد المتفرجين في بنوار جانبي في أول صف بالسيرك , لما قال كلمة ساخرة بصوت عالي سمعها " كابتن مجدي " , و في الفقرة الثانية و هي فقرة الكرسي و الموقف التمثيلي لاثنين بتدور بينهم خناقة على كرسي , فجأة " كابتن مجدي "  بيمسك الكرسي و بيطوحه بإتجاه أحد المتفرجين , و طبعا المتفرج بيتخيل إن الكرسي هيخبطه , ولكن العملية محسوبة بالملي , و لا يمكن يلمس وجه المتفرج , فكابتن مجدي قرر إن المتفرج يكون هو نفس المتفرج السخيف الساخر , و يتحول الموقف للنقيض , و ينتهي بأن المتفرج يصفق بشدة , و يقوله برافوا فنان يا كابتن والله فنانيين ، فعلا قدروا يبهروا المتفرجين بفنهم , و كان الفن و البراعة هي الرد , من الموقف ده لقيت إن أحسن رد على سخافات البشر مش مبادلتها بالمثل , ولكن إبهارهم بالفن والإبداع وحسن الخلق , فيتحول الموقف من النقيض للنقيض , ويصبح هذا الإنسان أول من يشهد لك  .


المطب الثالث

المطب الثالث , كان في ختام الحفلة الساعة 8.30 مساء , و كان ميعاد فقرة الأسود و و لغاية الوقت ده " كابتن روما " ما فطرش و و لا شرب الشاي من الصبح , فطلب من " فاطيما "  فنجان شاي , ولكن للأسف أول ما  " فاطيما " جهزت الشاي كانت " ماريانا "  أعلنت بدء فقرة الوحوش , و خرج " كابتن روما "  فعلاً , و أدى الفقرة على أكمل وجه , لأن الشغل و احترام المواعيد أهم من أي شيء  .
حكمة اليوم

أفعال أبطال السيرك على مدار اليوم النهاردة بتفكرني بكلمات عن الديانة المسيحية
"  لا تبادر الشر بالشر  , و لكن بادر الشر بالخير "
" لا تبادر الشرّ بالشّر ، بل اسع إلى رفضِ الحقد بالتسامح والحبّ "

أبهر الناس بأخلاقك مهما صدموك بأفعالهم  , و حول كل فشل لنجاح  , فجأة تلاقى التراب أصبح دهب  , و الفسيخ شربات  .

رابط المقال على شبكة صدى بورسعيد الاخبارية 
في 26 ابريل 2014


http://www.sadaportsaid.com/12158/


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق