الخميس، 18 أغسطس 2016

اليوم 9 - عز طفل يتحدى دولة العواجيز



ازاي شبابنا يقوم و ياخـــــــــد دوره
من غير صراخ يئذيه و يجرح زوره
يا هلتري أحسن له يقعد ساكـــــــــت
أو ينترك و لو خرج عن طــــــوره ؟
عجبي !!!
صلاح جاهين



" عز " هو ابن أخت "كابتن روما ", والدة عز كانت في طفولتها بطلة في السيرك , و بتقدم فقرة المشي علي السلك , و لكن حالياً هي زوجة و أم , تفرغت لرعاية أسرتها  و تربية أولادها .
" عز "  طفل نشأ في جو فني في السيرك ، "كابتن روما " لاحظ موهبة " عز " من سن ست سنين , فقرر تدريبه علي لعبة الأرجل , و فعلا " عز " حب اللعبة  , و أتقنها , و تميز بها  .
أول يوم لعز في لعبة الأرجل كان في الغردقة مع فريق السيرك , و بعده " عز "  لعبها في كل العروض , و زار بلاد كتير مع "كابتن روما " , لغاية ما وصل سن 10 سنين حالياً .
" كابتن روما " بيقول عن" عز " : " عز "  نسخة مني , بشوف فيه نفسي لأنها نفس طفولتي , و بدايتي في نفس اللعبة بالسيرك القومي , لأني بدأت حياتي بلعبة الأرجل , و كنت 6 سنين زى بداية  " عز "  تمام "  .
أما عن يوم السيرك إلنهاردة , فكان يوم مفتقد لأهم أبطال السيرك , نظراً لغياب " كابتن محمد اليماني "  و " محمد " بيشارك " كابتن مجدي " في أغلب الألعاب ، لكن " محمد " عنده امتحان في المعهد العالي للفنون المسرحية , فسافر القاهرة , و كان العبء الأكبر على "كابتن مجدي" في تغطية اليوم .
بدأ العرض بلعبة الأطباق , و نجح "كابتن مجدي" في إنه يشيل الفقرة من غير أي مشاكل , و من غير ما يَشعر الجمهور بشيء غريب , لقيام الفقرة على بطل واحد ، و لكن كان في فقرات ثانية لازمها بطلين , و هنا كان مُنقذ الفريق " عز "  الطفل الصغير , و قدر فعلا يظهر كنجم كبير , و بطل في أكثر من فقرة و موقف  .

الفقرة الأولى ل  " عز  "



المفروض إنها كانت موقف تمثيلي كوميدي , بين " محمد " و " مجدي " فقرة فيها الاثنين بيتصارعوا علي كرسي واحد , و كل واحد عايزه لنفسه , و أثناء الفقرة بيضربوا بعض بالكفوف , لكن الجمهور فوجئ إن البطل أمام "كابتن مجدي" هو الطفل " عز "  و بمنتهى الذكاء و الحضور يكون " عز " هو نجم الفقرة الحقيقي رغم صغر سنة ، فيضحك الجمهور من أداء "كابتن مجدي" لأنه بيظهر بيجري من" عز " , أما " عز "  بيظهر البطل الأقوى و المُسيطر على الموقف أمام "كابتن مجدي" الكبير , و ده فعلا أدى لضحك الجمهور أكثر من إن البطلين يكونوا كبار , وظهرت هنا بطولة و فن " عز "   .

الفقرة الثانية ل " عز "


 كانت فقرة الأرجل الذهبية ل " عز "   مع " كابتن روما " و هي فقرة " عز "   الأصلية و الأساسية و الجمهور اعتاد عليها .
 " عز " مذيع و مقدم فقرات
حصل موقف مفاجئ أثناء العرض ، كابتن روما استقبل مكالمة من أحد أصدقائه من خارج صالة العرض , و كان وقتها بيقدم الفقرات كإذاعة داخلية , لحظتها سلم المايك ل " عز "   , و خرج لاستقبال أصدقائه , و قام " عز "   بمهمة "كابتن روما "  بأسلوب أمتع الجمهور جداً , و للمرة الثانية تظهر بطولة " عز "   في إنه يسد غياب عضو من أعضاء فريق العمل , و ينجح اليوم من غير ما يشعر الجمهور بشيء  , أو غياب أحد أعضاء الفريق  .

دولة العواجيز
طبعا كلنا عارفين دولة العواجيز , مش مهم اسمها إيه , ولا هي فين علي الخريطة ، لكن المهم إن الدولة دي علشان تتولي فيها منصب قيادي لو كنت مجتهد جداً  ممكن توصل للمنصب قبل الستين بسنة أو سنتين , و لما تتولى منصب قيادي كبير جداً في الدولة " وزير " مثلا لو الريح طيب , تتولاه بعد الستين بعشر سنين , و لو كنت متميز و عندك قدرات فذة و جبارة ممكن توصله علي الستين .
دائماً المبررات موجودة , أن هناك تدرج وظيفي , و إن الشباب لا يملك خبرة , و إن السلم لازم تطلعه واحدة واحدة , كله كلام جميل ما أقدرش أقول حاجة عنه ، لكن في السيرك مافيش الكلام  ده خالص ، في السيرك ممكن اصغر ما فينا يقودنا ,  و يبقي بطلنا  , و يشيل السيرك  , و ننجح معاه و به .


 

معقول ده حالنا , مع إننا المصريين أصحاب الحضارة الفرعونية الحافلة بأطفال أبهروا العالم ، في نفس سن " عز " تقريباً " توت عنخ آمون " حكم مصر في سن 9 سنوات  , وكان فرعون مصر من 1334 إلى 1325 ق.م في عصر الدولة الحديثة ، من يتصور إن دولة عظمى و هي الدولة الأولى على مستوى العالم  وقتها  , يحكمها طفل عمره 9 سنوات .
" توت عنخ أمون " هو ابن الملك " إخناتون " ، صاحب فكرة عبادة التوحيد  , لأنه وحد الآلهة في إله واحد , هو الإله " آتون " و بعد وفاته حكم  " توت عنخ أمون "  مصر لمدة 9 سنوات , و عثروا على مقبرته كاملة لم تُمس , و هي أشهر مقبرة فرعونية , كانت جميع مقتنياتها من  الذهب  الخالص , و هي الآثار الأشهر عالمياً  , و بيقال عنه إنه الفرعون الذهبي , و من أشهر ملوك الفراعنة لانبهار العالم بمقتنياته الرائعة ,  المعبرة عن عصر مزدهر اقتصاديا و علمياً و فنياً .     
مات توت عنخ آمون في سن 18 عام , و بعد آلاف السنين , أصبح صاحب الحظ الأوفر من بين ملوك الفراعنة في تناول الكتاب و الباحثين لقصة حياته , و لغز وفاته , لدرجة  شجعت قناة أمريكية تنتج مسلسل عن حياة أصغر ملك فرعوني .
مش بس التاريخ الفرعوني , لكن تاريخنا الإسلامي زاخر ببطولات الأطفال , و نجاحاتهم , و الفكر ده مش غريب علي مجتمعنا الإسلامي , لأن " سيدنا أسامه بن زيد " , كان أصغر قائد للجيش الإسلامي , و قاد الجيش من الحجاز  للشام لمواجهة الروم سنة 11 هجري  في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم , و كان عمره 18 سنة , حمل راية الإسلام في الحرب , و تولي قيادة الجيش , و قاد المسلمين للنصر على أقوى جيش في العالم في الوقت ده  .
قصة ثانية شهيرة جداً لسيدنا " عمر بن الخطاب "  مع طفل ، لما مر سيدنا عمر في يوم في الطريق علي مجموعة من الأطفال , ففروا من أمامه لهيبته , إلا طفل واحد وقف ثابت مكانه , و لما سأله سيدنا  " عمر "  لماذا لم تفر معهم ؟ فقال الطفل  :  يا أمير المؤمنين لم أفعل ما أخشاه لكي أفر من أمامك .
هما دول أطفال زمان ، أطفال  قادوا مصر في أعظم فترات قوتها و ازدهارها , و قادوا الدولة الإسلامية , و كانوا أبطال و قادة جيوش , نشروا الإسلام و جعلوا الحضارة الإسلامية تملأ الآفاق  .
" عز " هو نموذج لطفل مصري عربي  , مفروض يكون موجود , لكنه اختفي  للأسف , لأن قدره إنه ولد في دولة العواجيز  .
أكثر كاريكاتير على الإنترنت معبر عن دولة العواجيز , كان لراجل عجوز جدا زى ما هو واضح في الصورة , و ماشي على طريق مفروش بالورود  , و مكتوب عليه الورد اللي فتح ....  فهل من سبيل للتغيير ؟قصة ثانية شهيرة جداً لسيدنا عمر بن الخطاب مع طفل ، لما مر سيدنا عمر فى يوم فى الطريق علي مجموعة من الأطفال ففرو من امامه لهيبة سيدنا عمر إلا طفل واحد وقف ثابت مكانه و لما سأله سيدنا عمر لماذا لم تفر معهم ؟ فقال الطفل  : يا امير المؤمنين لم افعل ما اخشاه لكى افر من أمامك .
هما دول أطفال زمان ، أطفال  قادو مصر فى أعظم فترات قوتها و إزدهارها و قادو الدولة الإسلامية و كانوا أبطال و قادة جيوش  نشرو الإسلام و جعلوا الحضارة الإسلامية تملئ الافاق  .
عز هو نموذج لطفل مصري عربى مفروض يكون موجود لكنه إختفي  للأسف لأن قدره إنه ولد في دولة العواجيز  .
أكثر كاريكتير على الانترنت معبر عن دولة العواجيز كان لراجل عجوز جدا زى ما هو واضح فى الصورة و ماشى على طريق مفروش بالورود و مكتوب عليه الورد اللى فتح ....
فهل من سبيل للتغيير ؟



  رابط المقال على شبكة صدى بورسعيد الاخبارية 
في 15 ابريل 2014

http://www.sadaportsaid.com/11015/


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق