سمعت
نقطة ميه جوه المحيـــــــط
بتقول
لنقطه ما تنزليش في الغويط
أخاف
عليكي م الغرق .. قلـــــت أنا
ده اللي
يخاف م الوعد يبقي عبيط
عجبي !!!
صلاح جاهين
ماريانا
و الثعبان العاصر
المفروض إن الحب دايماً بيعطي الإنسان
شعور بالسعادة , و الأمل , و دافع للإقبال على الحياة , و لكن هل ممكن الحب يعطى
نفس الدافع للإقبال على الموت بنفس القوة و السعادة ؟
الفكرة تبدو غريبة , لكن الواقع الفعلي بيقول ممكن , و ده من واقع
الحياة في السيرك .
أكثر إثنين جسدوا المعنى ده هما " ماريانا " و " محمد اليمانى " , و
الحقيقة إني حاولت أفهم إزاي الإنسان ممكن يحب شيء عارف إنه ممكن يقضى على حياته ,
علشان كده كان لازم نفهم طبيعة عمل و فكر الشخصيتين عن قرب .
" ماريانا "
ماريانا و
الثعبان العاصر فى قبلة الموت
" ماريانا " هي
ابنة صديق " كابتن روما " و
أصبحت إحدى أفراد الأسرة , و أحد أعمدة السيرك الهامة جداً ، " ماريانا " عشقت حياة السيرك من صلة والدها بأسرة اليماني ,
و فضلت العمل معاهم في السيرك , و حاليا بتدرس الفن الشعبي و بتتدرب عليه , و
أضافت فقرة الفن الشعبي لسيرك اليماني كفقرة خفيفة بين الفقرات . أما عملها الأصلي في السيرك قبل الفن الشعبي
فكان فقرات في غاية الخطورة " و أول فقرة منهم كانت فقرة الثعابين العاصرة "
و هي بتقوم باستعراض راقص بالثعبان " و في العرض ده " ماريانا " بتلف الثعبان على رقبتها , و طبعا ممكن جداً
الثعبان يلف بشكل عاصر يخنقها و يكسر الرقبة , و في أخر الفقرة بتقوم " ماريانا
" بقبلة الموت , و هي وضع فم الثعبان في فمها , باختصار
الفقرة كلها خطورة , و لما سألنا " ماريانا " عن أصعب المواقف , قالت : إن الثعبان بالفعل في
مرة لف على رقبتها , و خنقها , و قدروا يخلصوها بأعجوبة , و مرة تانية التعبان
لدغها
ماريانا و كابتن روما و
السلاح الأبيض
أما الفقرة التانية ل " ماريانا " , فهي فقرة القناص , و هي عبارة عن فقرة
تصويب بالسلاح الأبيض , بيقوم بها " كابتن روما " على خشبة كبيرة , و تقف " ماريانا " أمامها , و " كابتن روما " يصوب حول " ماريانا " , مرة كهدف ثابت , و مرة كهدف متحرك , و طبعاً
سألتها عن ذكرياتها مع الفقرة , فقالت : إنها أصيبت بالسلاح الأبيض مرتين ، مرة
بالذراع , و مرة بالرأس , ومع ذلك
" ماريانا " تعشق السيرك , و تحب عملها بكل خطورته .
" محمد اليمانى "
"
محمد اليمانى " هو ابن " كابتن روما " إتربى وعاش في السيرك , و أتدرب على إيد والده ،
" محمد " في المعهد العالي
للفنون المسرحية , عاشق للتمثيل , و له تجارب تمثيلية مع فنانة السينما أميرة فتحي
تعتبر بداية جيدة له , رغم كده " محمد " بيقول : إن أي نجاح بيحققه في التمثيل لا يوازى سعادته
بنجاحه في العمل بالسيرك , و حب التمثيل لا يوازى حب السيرك , لأن السيرك بيجري في
دمه , و لا يمكن يتخيل حياته بعيدا عن السيرك , و دايماً بيقول " أنا أصلى
السيرك "
من الألعاب الخطيرة جداً " لمحمد
" لعبة النار ، يمكن الحيوانات
المفترسة إتعودت على " محمد " و
ألفت الأسرة , و بينهم علاقة ودودة رغم الطبيعة المفترسة للحيوانات .
أما النار لا تألف أحدا , و لا يتم
ترويضها , و فقرة النار عبارة عن أثقال مربوطة بسلاسل , فيها بنزين مشتعل , و
المفروض أن يتم تحريكها في الهوا بسرعة
كبيرة , و لكن في يوم البنزين يسقط
مشتعل
على جسم " محمد , و طبعاً النار تمسك
فيه ولأن " كابتن روما " و
الفريق جاهز بطفايات الحريق بسرعة تم إنقاذ " محمد " من الاحتراق .
لما سألت " ماريانا " و " محمد " ليه مستمرين في فقرات خطيرة تهدد حياتكم , و سبق إنقاذكم من موت محقق أكثر
من مرة ؟ قالوا : لأ مش ممكن نبطل شغل في السيرك , لأنه أصبح شغلنا و حياتنا اللي
بنحبها .
" أيمن شمشون "
" أيمن شمشون " هو ثالث شخصية تجسد فكرة الحب و الموت ، فقراته كلها قاسية , لأن " أيمن " بيقوم بدور " شمشون " و من الاسم نقدر نفهم دور " أيمن " بالتحديد , و هو دور الرجل الجبار ذو القدرات الخارقة.
" شمشون
" شخصية لها جذور تاريخية في الديانة
اليهودية , في كتاب العهد القديم ، القصة تحكى لنا حكاية شمشون بن منوح الدني ، و
هو رجل منحه الله القوة ليواجه بها أعداء بني إسرائيل ، كانت أم " شمشون
" سيدة عاقر , فظهر لها و لزوجها
ملاك , و بشرهم بمولود قوى , و طلب من الزوجة الامتناع عن شرب الكحول , و ألا تقص أو
تحلق شعر المولود أبدا , لأن شعر " شمشون
" كان سر قوته , كبر " شمشون " و أصبحت قوته تقهر البشر , و الوحوش , فتارة
يقتل ثور و تارة نمر و تارة أسد بيديه و
دون سلاح ، و تروى لنا القصة , عن فتاة أحبها " شمشون " و يوم العرس ضغط أهالي مدينتها أعداء بني
إسرائيل على والدها ليمنع هذا الزواج , و فعلا يستجيب والدها , و يسلمها زوجة
لصديق " شمشون " , و هنا يقرر "
شمشون " الانتقام من رجال المدينة , و
يقتل منهم الكثير في حربه معهم ، و بعد
سنوات من الحرب يحرض عليه الملك فتاة اسمها دليلة , لمعرفة سر قوته , فقد كان
الملك يغار من قوة " شمشون " ،
فتقوم دليلة بدور المحبة و ينخدع " شمشون " فيحبها و يتزوجها ، ذات ليلة , قامت دليلة بربط "
شمشون " بالحبال و هو نائم , و لكن
يستطيع " شمشون " فكها بعدما يستيقظ , فتقول له دليلة : لقد فعلت
هذا لأختبر قوتك ، ثم تذهب للحداد ليصنع لها سلسلة من الحديد القوي و تكبله بها و
هو نائم , فيستطيع فكها أيضا فتقول نفس الكلام : كنت أختبر قوتك , و أثناء سيرهما ذات مرة تسأله
عن سر قوته التي كانت سبب حبها له , فينخدع بكلامها و يقول لها : شعري , فيستيقظ فيجد نفسه هذه المرة مكبلا بشعره
فيعلم أن دليلة خدعته .
أخذ رجال
الملك " شمشون " إلى المعبد , و
قصوا له شعره , و تخيلوا أنها نهاية
" شمشون " و يوم فيوم
يطول شعر " شمشون " , و يسترد
قوته , و يقرر أن ينتقم منهم ، كان " شمشون " أسيراً في المعبد , فإذا به يزحزح أعمدة المعبد
فينهار على رأسه , و رؤوسهم جميعا , و تكون نهاية " شمشون " و أعدائه في أن واحد .
نرجع
مرجوعنا " لأيمن شمشون " ، "
أيمن " وجه يحمل كل معاني الطيبة و الرحمة
، وجه يقال عنه وجه ملائكي , لا يحمل أي شيء يدل على العنف أو القسوة , على عكس
فقراته تماما ، حقيقي معادلة في غاية الصعوبة و الغرابة تدفع أي إنسان يتعرف على "
أيمن " الحقيقي, هو " أيمن منير
" قريب "
كابتن روما " , عمره 21 سنة , خريج كلية تجارة , في غاية الذوق و بشوش الوجه ,
بدأ حياته في السيرك من سن 15 سنة , و كانت أول فقرة قام بها المطبخ الصيني , و
بعض العاب الماسكات و البلياتشو , و
حالياً بيقوم ببعض الفقرات الخاصة بشخصية " شمشون "
سألت " أيمن " عن سبب
لعبه لفقرات تؤدى إلى الموت ، قال عن فقراته : أنها بتقوم على المهارة , و أن كل
الفقرات محسوبة بالملي , و ليست قدرات خارقة , و لا ينصح أي طفل بتقليدها , لأن
السيرك فن و تدريب و ليس به مجال للخطأ , و لما سألنا " شمشون " هل ممكن يجتمع الوجه الطفولي مع ألعاب " شمشون
" ؟ فقال : أنا مش عنيف , و لا يمكن ألجأ للعنف , أنا بقدم فن و مهارة و
العاب محسوبة بكل دقة , و لا مجال للخطأ , لأن الخطأ ثمنه حياة الإنسان
.
, أيمن "
في أخر حواره وجه رسالة لكل أطفال مصر , و قال : نفسي كل طفل يفهم إن الإنسان
القوى فعلا قوى بعقله , و شخصيته , و أخلاقه , و لا يمكن يلجأ للعنف , و غلط جداً إن
الأطفال تقلد أي شيء بتشوفه في الأفلام , أو في أي عمل فني , زى ما بنشوف أطفالنا في
الشوارع , أصبح عندهم عنف في معاملاتهم نتيجة
التقليد , و أن التعليم و التدريب و الأخلاق أساس أي شيء , و إننا لازم نكون أقوياء
لصحتنا مش لضرب الناس و استخدام العنف , و كل لعبنا قايم على الحب ، حب بين أبطال
السيرك , و حب بينا و بين الوحوش المفترسة , دول أولادنا مش مجرد حيوانات اتولودوا
على إيدينا و بنربيهم و بيكبروا قدام عنينا , و لأننا بنحب الناس , بنقدم ألعاب
تسعد الناس رغم صعوبتها , و لو كل الناس بتحب بعضها , عمرهم ما يحتاجوا أبدا للعنف
، الحب هو سر الحياة .
الموت
من أجل ما نحبه
أعتقد أنه واضح جدا أن الإنسان ممكن
يموت في سبيل شيء بيحبه و هو سعيد و غير مبالي بخطورة الموت , و ده بيفسر إقبال
الشباب على الموت بكل حماس و قوة في الثورة , وأن رؤيته لموت أصحابة ما ممنعوش من
التظاهر و الوصول لنفس النهاية " الموت " .
و الموت ما منعش أبطال أكتوبر من
الحرب لتحرير سيناء , و لا بيمنع أطفال الحجارة في فلسطين من بطش إسرائيل , و لا
بيمنع أب و أم من التضحية بكل شيء في سبيل حياة أبنائهم , و لا منع أي إنسان من
أداء عمله مهما كانت المخاطر .
الحب
يصنع معجزة أو جريمة
بنفس المنطق زى ما الحب بيوصل الإنسان
ليصنع المعجزات حتى لو هيواجه الموت ،
الحب ممكن يصنع جرائم مخيفة !!!
من أجل الحب المحرم من أيام ابنة تقتل
أبوها , و تدفنه بمعاونة صديقها , لأن الأب اكتشف علاقتها المحرمة بصديقها .
من أجل الحب المحرم شاب يعمل جاسوس , لأنه
اكتشف إن البنت المرتبط بها جاسوسة لإسرائيل , فكمل معاها تجسس على وطنه .
من أجل الحب المحرم شاب يتحول لمدمن ,
لأنه صاحب شلة فاسدة إتعلم منهم شرب المخدرات .
أنصار نظرية
" أي حب حرام أو ضعف "
و دول اتجاه ثالث , جعل من الحب في حد
ذاته شيء مُخجل و مُهين و حرام , و بالتالي غابت عن وشوشهم الابتسام , و غابت عن
القلوب الرحمة , و أصبح ما يميز تعاملاتهم البطش قولاً و فعلاً , و هنا مش
بقصد اتجاه أو فكر معين ، لكن كل إنسان نُزع من قلبه الحب , لازم هتنتزع من قلبه الرحمة مع مرور الوقت .
أظنكم فاكرين الواقعة الشهيرة في الإسكندرية
, لما المجرم المتطرف رمى الولاد من فوق السطح , و الولد بيستغيث و يقوله "
لا يا شيخ "
فاكرين كمان مافيا الأعضاء البشرية , و
خطف الأطفال , و تحويلهم لأعضاء تباع و تشترى ، تجارة كبيرة و بتمارس بشراسة ضد
أطفال القارة الإفريقية و غيره و غيره , كل دول ما يعرفوش كلمة حب .
الحب شيء إيجابي ,
مش مهم هو دافع للحياة أو للموت ,
ولكن المهم يكون متفق مع القيم , و المبادئ , و الدين ,
و يضيف قيمة للحياة والبشر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق