حاسب علي
رقابيك من حبلـــــــــــها
راح
تنتهي و لابد راح تنتهــــــــــي
مش انتهت
أحزان من قبلهــــــــــا؟
عجبي !!!
صلاح
جاهين
بعد ما أنهيت حوارى
مع بهوات النضال , دخلنا كلنا لقاعة الجلسة الخاصة بالمحاكمة ، كانت الثوانى بتمر ببطئ , و الضجيج مُرتفع , و فجأة سمعنا كلمة حاجب
المحكمة الشهيرة " محـــــــــــكـــــــــمة " .
الكل وقف إحتراماً
للقضاة و بعد ما اعتلى القضاة المنصة قال القاضى
....
تبدأ المحكمة اليوم
إولى جلساتها فى نظر القضية رقم 500 جنايات لسنة 2014 و الدعوى المقامة من كلا من :
" لدكتورة إيمان صالح " طبيبة ومديرة و
مالكة لمستشفى الرحمة الاستثمارية
" الإستاذ حسام
بديع " رئيس حزب مستقبل أولادنا , و
رئيس مجلس إدارة شركة رحاب مصر العقارية
" الإستاذ يحيى
علام " رجل الأعمال , و مالك شركة أضواء النجوم للإنتاج الفنى
و قد أقاموا الدعوة
ضد " إبراهيم اليمانى " و شهرته " روما اليمانى " لاعب سيرك و
صاحب " سيرك روما اليمانى " و اليوم إولى جلسات المحكمة للنظر فى القضية
و فجأة
لقينا الحرس داخل المحكمة اتحركوا بسرعة علشان ياخدو " الكابتن روما " داخل
قفص الإتهام , على إعتبار إنه متهم ، مشهد صعب , و أكيد مفزع لينا كلنا , و كان
طبيعى نلاقى الولاد فى حالة إضطراب , و البنات تنهار , و كالمعتاد كان موقف "
كابتن روما " فى غاية الثبات لما قالنا و هو مبتسم : مالكم فيه ايه ؟ راجع لكم تانى , و التفت للعساكر و قالهم : إتفضلوا
أنا معاكم .
حقيقى موقف فى غاية الرقى و الذوق , لكنه كمان
فى غاية الشجاعة و اليقين بالله , و الايمان بأن عدل ربنا لازم ينتصر .
و بعد ما "كابتن
روما "دخل لقفص الإتهام القاضى قال : النيابة تتفضل بالمرافعة
و فعلاً بدأ وكيل
النيابة كلمتة قال :
سيادة المستشار
الرئيس السادة المستشارين قال شاعرنا المصرى أمير الشعراء أحمد شوقى :
إنما الأمم الأخلاق
ما بقيت … فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
صلاح أمرك للأخلاق
مرجعه … فقوّم النفس بالأخلاق تستقم
إذا أصيب القوم في
أخلاقهم … فأقم عليهم مأتماً وعويلاً
فحق علينا اليوم
البكاء و العويل على القيم و الأخلاق التى نال منها هؤلاء بإسم الفن , فكانوا
كالسم فى العسل ، إنهم قدموا السم لنا و لأبنائنا فى صورة عروض فنية , و الحقيقة
أنها مجموعة إجرامية دنست الفن , قادها
هذا الإنسان الذى يدعى كذباً أنه إنسان و فنان , و لكن الواقع يُكذبة فيُظهر لنا
وجهه الأخر ، إنه أشرس و أعنف بكثير من الوحوش التى يربيها .
سيدى الرئيس يبدوا
الأمر للجميع أنها عروض ترفيهيية لفنون السيرك ، أما الحقيقة فهى مجموعة من
الجرائم التى تتنافى تماماً و كليةً مع كل نصوص حقوق الإنسان ، فتحت خيمة السيرك
نجد عمالة الأطفال , و تحت خيمة السيرك نجد الاستغلال لشباب بسيط فقير لم يجد لقمة
العيش , فإضطر للعمل فى السيرك وسط الوحوش المفترسة مُعرضاً حياته للخطر , و تحت
خيمة السيرك تنبعث روائح الحشيش و البانجوا ليعلموا الأطفال شرب المخدرات وفق ما
ورد بالتحقيقات لشهود العيان , و تحت خيمة السيرك نجد الانهيار الثقافى و الفنى من
تقديم فنون رديئة تنحدر بالمستوى الفنى و الثقافى لهذا المجتمع .
لذا أطلب من عدالتكم
إغلاق هذا السيرك نهائياً , و توقيع أقصى العقوبة على المتهم الماثل أمامكم ليكون
عبرة لأمثاله و شكرا .
إنتهت كلمة النيابة
و بسرعة محامى " كابتن روما "طلب الكلام
القاضى : الدفاع
يتفضل ..... ( و الدفاع هو محامى كابتن
روما )
الدفاع : سيادة
القاضى أطلب من عدالتكم الافراج عن موكلى بناء عن هذا التقرير الوارد من المعمل
الجنائى , و الذى يفيد بعدم وجود أى مواد مخدرة أو إنبعاث أى روائح لها داخل
السيرك و المساحة المتواجد بها , مع ضمان حضور موكلى للجلسات المقبلة و شكرا .
القاضى : يفرج عن
المتهم بكفالة , و يحدد بعد غد موعد الاستماع لشهود الاثبات رفعت الجلسة .
و فعلا بسرعة
الحراسة فتحت باب القفص و خرج "كابتن روما "و هو مبتسم
كابتن روما : ما
أتأخرتش عليكم , مش قلتلكم راجعلكم تانى
محمد : قولى يا بابا
, إنت كنت عارف إنك هتخرج بسرعة كده
كابتن روما : هههههه
بصراحة أكيد لأ , لكن واثق
محمد : مش فاهم ...
إزاى مش عارف , و فى نفس الوقت واثق بالشكل ده .
كابتن روما : لأن
إنت بتفكر بقانون البشر , و أنا بفكر بقانون اليقين
محمد : أول مره أسمع
قانون اليقين ... يعنى ايه يا بابا ؟
كابتن روما : يعنى
كل قضية ممكن تكسبها على قد يقينك بها , و كل حلم ممكن تحققه على قد إيمانك به ،
يقينك الداخلى هو الحكم , حتى لو كان ضد كل قوانين و حسابات العقل البشرى .
محمد : قصدك اليقين
بالله
كابتن روما : أكيد ,
هو إحنا لينا غيره , أنا يقينى فى الله كبير , و إحنا ناس مؤمنين
كل قضية ممكن
تكسبها على قد يقينك بيها ,
و كل حلم ممكن
تحققه على قد إيمانك به
يقينك الداخلى
هو الحكم ,
حتى لو كان ضد
كل قوانين و حسابات العقل البشرى .
دموع السيرك
خرجنا كلنا من المحكمة و معانا " الكابتن روما " و هو مبتسم , كأن
مفيش حاجة حصلت , ورجعنا على بيت "كابتن روما " ، " كابتن روما "
لما حس إن الإقامة هتطول , جاب سكن كبير علشان يكون مُريح له و للولاد فى الإقامة . كنا كلنا موجودين فى حجرة الضيوف ,
بنتكلم و نتناقش , و فى لحظة " كابتن
روما " لاحظ عدم وجود " حمادة " فسأل : " حمادة "فين ؟ لكن الكل سكت , و ساعتها لاحظ "
كابتن روما " صوت بكاء مكتوم من غرفة
" محمد " , و بسرعة فتح باب الغرفة .
" محمد " كان مخبى و جهه فى المكتب , و بيبكى بصوت مكتوم ،
ساعتها كلنا قلقنا , و جرينا ورا " كابتن روما " , و كلنا بنقول "
محمد مالك " ساعتها " محمد " قال بصوت مخنوق " : كل
ما بفتكر بابا و هو جوه القفص بتخنق , و أحس إنى عايز أموت ... مش قادر غصب عنى
بجد .
كابتن روما : و لما أنت تعمل كده أومال " شهد " بقا تعمل إيه ؟ ،
الأول لما كنت أقولك بلاش فقرة النار النهارده , و أقول " لمجدى " بلاش
السلم النهاردة كنت ألاقيكم بتبكوا ورا الستارة , ساعتها كنت بقولكم إنتوا رجالة ما ينفعش كده ,
لكن من جوايا كنت ببقا فرحان لإنكم بتحبوا
الشغل , و بقول فعلاً أنا عندى رجالة يُعتمد عليها , أما دلوقتى مش المفروض انى
أشوف دموع حد فيكم , و لازم تبقوا قد الموقف .
محمد : بس الموقف صعب قوى
كابتن روما : و لو ... اللى يقع
فينا لازم الثانى يسنده , و يكون قوى و قد المسئولية ، زمان يا " محمد "
قبل ما تتولد , و انا عندى 21 سنة وقعت و أنا بلعب ترابيز , و تعبت لغاية ما جبت
علاج على نفقة الدولة , مع إننا مفروض يبقا لينا تأمين صحى , لإننا فنانيين بنلعب
على عمرنا علشان نفرح الناس , و لما كنت طفل صغير , و كان عندى 26 سنة , و قعت على
راسى و إيدى , و فضلت أتعالج مدة , و بعدت عن السيرك فترة طويلة , و الحرب دى مش أول حرب , سبق لقيت زميل
بيحاربنى فى السيرك القومى , و بسببه سيبت
السيرك , لكن حلفت أكون صاحب سيرك ، تفتكر بعد كل التعب ده ممكن تعبنا يروح , أكيد
لأ , ربنا ما يرضاش بالظلم , و أنا مظلوم ، لسه ياما هتشوفوا فى الدنيا دى , لكن
فى الأخر لازم حقك يرجعلك , و دموعكم دى
مش عايز أشوفها تانى , مفهوم .
" كابتن روما " دخل غرفته و قفل عليه , و قال إنه مش خارج منها
إلا لو شافهم كلهم مبتسمين زى الأول , علشان كده كلهم تماسكوا , و أظهروا قوتهم فى
مواجهة الموقف .
بقلم ناني محسن عبد السلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق