عيني رأت
مخلوق في غاية البشاعة
أنا قلت
له لما تأملته ساعـــــــــــــة
اللذه و
الموت علموك اللــــــــــزج
و انا
علموني الفلسفة و الشجاعــة
عجبي!!!
صلاح جاهين
بعد رؤية فقرات
السيرك و تعامل أبطالة مع الوحوش , لازم هتسأل نفسك إزاى الناس دى قدرت
تروض الوحوش المفترسة ؟ هل بيظهروا
للحيوان المفترس قوتهم و شراستهم فالحيوان يخاف منهم , و لا بيظهروا له الرحمة
فيحصل كيميا بين الإنسان و الحيوان المفترس
.
في الحقيقة هناك
نوعين من الناس داخل السيرك بيتعاملوا مع الوحوش ، المعروف منهم النوع الأول و هما
مدربين الوحوش ، أما النوع الثاني ناس دائماً خلف الستار و هو مُربى الوحوش و
بيطلق على صاحب هذا العمل " السايس " و "
السايس " هو الإنسان المسئول عن كل
جوانب حياة الوحوش في السيرك , و هو المكلف
بالدخول لإنقاذ مدرب الوحوش أثناء العرض في حالة هجوم الوحوش عليه , و هنا
كان لازم نتعرف على علاقة الطرفين " المدرب " و " السايس " مع
الوحوش .
البرنامج اليومي لجلالة
الملك " الأسد "
محمد رمضان مُربى
الأسود
يا ترى الأسد ملك
الغابة عايش إزاي في السيرك ؟ بياكل إيه ؟ و بيشرب إيه ؟ و بيقضى يومه إزاى ؟ ،
طبعاً كان أنسب إنسان يجاوب على الأسئلة دي هو " محمد رمضان " مُربى الأسود .
" محمد
" شاب صغير عمره 18 سنة , يشبه كثير
الفنان محمد رمضان في الشكل و الاسم كمان ، " محمد " زى كل فريق السيرك جامعي , في أولى كلية تجارة انتساب
, لكنه عاشق للأسود و لفن السيرك .
لما كنت واقفة
أمام قفص " شطا " و " شريف " أسود السيرك , سألت " محمد رمضان " سؤال ساخر , يا ترى الأسد بيقضي يومه إزاي ؟ و
بالمرة كمان مواعيد الشاور و التريض ؟! كنت
فاكرة إني بقول شيء غريب و مضحك , لكن
" محمد " ابتسم و قالي ده بيحصل بجد مش خيال زى ما إنتي
فاكرة ، قلتله شوقتني احكيلي فبدأ " محمد " يحكى عن البرنامج اليومي للأسد .
" محمد رمضان
" : الأسد بطبيعته حيوان كسول , و
لكن هو هنا في السيرك مش في حديقة الحيوان ، يعنى بالضبط زى ما يكون موظف , له
مواعيد شغل , فمش لازم نساعده على الكسل و النوم , و ده بيجي من الأكل الخفيف ، مش
لازم الأسد يثقل في الأكل , و هنا الأسد بياكل يوم بعد يوم ، لكن للأسف اللحوم البلدي غالية علشان كده بنلجأ
للحم الحمير ، و أكل الأسد لازم يكون غير مُشبع و إلا هيصاب بالوخم و النوم .
بالنسبة لشرب
الأسد , فالأسد بيشرب مياه زى أي كائن حي ، أما لحم الحمير و المياه لوحدهم مش
هيوفروا للأسد غذاء متكامل و صحي , فلازم ننوع له في الأكل , و هنا أنا بعمل وجبه
شهية و مغذية للأسد , عبارة عن كيلو لبن مضروب مع 2 بيضة معاهم قطع لحم بلدي , و طبعاً
دي وجبه غذائية متكاملة لكن مش كل الأسود بتحبها , لأن الأسد زى الإنسان فيه ناس
تحب اللبن و فيه ناس مش بتحبه .
أما الشاور أو استحمام
الأسد , فالأسد كل يوم لازم نحميه بالشامبو علشان نحافظ على نظافته , و نعومة شعره
, و نمشط شعره بالفرشة ، بعدها وقت التريض فى الشمس , لأننا بنخرج الأسد من القفص
و نترك له مساحة يمشى فيها , و يستفيد من أشعة الشمس و الحركة , و بعد كده يدخل
القفص , و لأنه كسول فغالباً بينام في القفص , و طبعاً بنفوق الأسد في مواعيد
الشغل .
سألت " محمد
" : هل يا ترى الأسد أصبح مستأنس فعلا ؟
" محمد
" : أنا بشتغل مع الأسود من خمس
سنين , و بعشق مهنتي , و أهم شيء في ترويض الأسد هو شعوره إنك قوية و مش خايفة منه
, و الأسد مسالم طالما كان شبعان , و على فكرة الأسد بطبيعته غير أكول للحوم البشر
إلا في حالات نادرة , زى الجوع الشديد و القاسي أو الثأر من الإنسان , أما في العادي
فالأسد مخلوق من مخلوقات الله , و الإنسان مهيأ تماما للسيطرة عليه .
" محمد
" في نهاية حواره طلب شيء أضيفه للكتاب علشان كده قررت إني
أكتبه زى ما " محمد " قاله
كرسالة منه :
" الناس
دايماً عارفه فنانين السيرك , لكنها ما تعرفش مُربى الأسود رغم إنه إنسان مهم في
حياة الأسد داخل السيرك , و أوعوا تفتكروا إننا شباب جاهل و مش متعلم , أبداً إحنا
شباب بيحب العمل مع الوحوش , لأننا لقينا فيها طيبة عن كثير من البشر , و بتعرف
تصون العشرة اللي الناس مش دايماً بتصونها "
و هنا سألت "
محمد " سؤال : " محمد " عايز تقنعني إنك عمرك ما اتأذيت من الأسود
؟
محمد : حصل لكن
نقدر نقول هزار أسود ، كان فيه شبلة عند " الكابتن روما " مش معانا النهاردة
كانت بتهزر معايا بإيديها , و طبعاً أظافر
الأسد حامية جداً , فظافرها غرز في إيدى ,
و اتجرحت و اتألمت , و هي حست لحظتها إنها غلطت غصب عنها مش قاصدة ، تخيلي إنها حزنت و بكت علشاني ، فضلت تبكى مدة
طويلة لغاية ما صالحتها , و فهمت إني بقيت تمام ، و فيه ناس بتقتل و مش بتبكي و لا
بتندم على أفعالها أقولك على حاجة غريبة , أنا بحس إنهم بيحسوا بضربات قلبي .
الرحمة سر الترويض
في مشهد رائع و للأسف لم تلتقطه الكاميرا كان الأسدان "
شريف" و " شطا " نايمين في القفص , و " كابتن روما " واقف أمام القفص . فجأة " شطا " فاق من نومه لما حس بوجود " كابتن روما " ، " شطا
" أخرج رجليه الأماميتين يحتضن بهما قدم " كابتن روما " , و ينام برأسه على قدمه كطفل صغير ، طأطأ " كابتن روما " على رأسه ، و فجأة " شطا " يقف كما لو كان إنسان بيمد إيده اليمين علشان
يسلم على " كابتن روما " في مشهد ينسيك أنه وحش مفترس, أو حتى حيوان , و كأنه إنسان خلوق يدرك معنى
الوفاء و الذوق .
صدق الله حين أطلق
على نفسه الرحمن الرحيم , و جعل الرحمة أساس الحياة ، سألت " كابتن روما
" عن سر العلاقة الطيبة و الصداقة الواضحة مع الأسود ,
و هنا بدأ " كابتن روما " يحكى
حكايته مع الأسد الكبير " شريف " و كانت حكاية " شريف " قصة مؤثرة جداً .
كابتن روما : "
شريف " أنا اشتريته كبير , و كان عند
ناس المفروض إنهم بيدربوه على ألعاب السيرك , و المفروض إنه فعلاً شغال , و معنى
إنك تشترى أسد شغال يعنى غالى الثمن , و فعلا كان هناك ميعاد لمقابلة صاحب الأسد ,
و دخلت لمكان الأسد لقيت صاحبه بيضربه ضرب عنيف علشان يؤدى ألعاب السيرك أمامي , ولكن
" شريف " رفض يشتغل , فصاحبه
ضربه , و كان الضرب بيزيد مع تزايد إصرار الأسد على رفض اللعب , و وصل العنف لدرجة
أنا نفسي و أنا مدرب أسود لم أحتمل رؤيتها
فبعدت عنهم .
خرجت بعيد ووقفت
أتكلم مع " حمادة " ابني و
قلتله : في كل الأحوال أنا قررت أشترى
الأسد ده ، " حمادة " قالي : إيه يجبرك يا بابا تشترى أسد مش شغال , و كبر
على التدريب ؟ ، قلت لمحمد : نفسي أرحمه
من العذاب , ده الأسد ده تعب و بإذن الله ربنا يكرمه عندنا و يشتغل , و لو ما اشتغلش
نبقى كسبنا ثوابه و رحمناه .
و فعلا اشتريت
الأسد , و أول ما نزل من العربية وقف ينظر لنا واحد واحد , شاف وجوه مختلفة تماماً
فنزل من سكات و دخل القفص .
طبعاً كان لازم
أجرب لوحدي التعامل معاه , فدخلت معاه القفص من غير سلاح , و بدأت أشاور له بس , روح هنا , تعالى هنا , و
فعلا أشتغل " شريف " و أدى دوره
، يمكن أول ما جالنا هاجم " محمد " لكن بعدها " شريف " عرف إننا هنا مش بنعذب , فتعامل معانا بأدب ،
لكن " شريف " عنده مشكلة واحدة
, إنه مش بيحب حد يلمسه , و إحنا مش بنلمسه و بنراعي شعوره , و كل لعبنا و هزارنا
مع " شطا " ، و هنا قلت لكابتن روما : تقصد
تقول إن التعذيب عمل لشريف عقده نفسية ، كابتن روما قالي : تقريباً كده , على قد
ما أتعذب دلوقتي كاره أي حد يقرب منه , لكن شغله بيعمله و ده المهم و المطلوب منه ,
و ربنا أكرمه و أكرمنا معاه .
يمكن في اللحظة دي
عرفت إجابة سؤال محيرني ، ليه كنت بكتب مقال ورا مقال لغاية ما أصبح كتاب , و افتكرت
الراجل اللي سقى كلب , و بالعمل البسيط ده دخل الجنة ، أكيد ربنا بيحب " كابتن
روما " بسبب رحمته بالحيوانات , و موقفه النبيل مع " شريف " و إزاي
كان بيضحي بماله في سبيل إنه يرحم أسد من العذاب .
أيهما أشرس
الإنسان أم الحيوان ؟!!!
سؤال سألته لكابتن
روما فقال : الإنسان طبعاً , لأن الحيوانات مظلومة بسبب فكرة الناس عنها ، لو مر
الإنسان على الأسد و هو شبعان مش هيلتفت له , و الإنسان هيكون في أمان ، و الحيوان
بيصطاد علشان يسد جوعه , حتى الضباع مظلومة ، الضبع أقوى فك في العالم و سبق إني
دخلت معاه القفص و خرجت من غير ما يؤذيني .
أما الإنسان ممكن
يرتكب جريمة قتل لمصلحة مش ضرورية لبقاء حياته ، لكن الحيوانات بتصطاد علشان تأكل
و تعيش ، للأسف الإنسان أكثر شراسة من
الحيوانات المفترسة بكثير .
رابط المقال على شبكة صدى بورسعيد الاخبارية
في 9 ابريل 2014
http://www.sadaportsaid.com/11015/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق